افتتاحيات

عشرية الإصلاحات البنيوية والورشات الكبرى

نواكشوط,  10/06/2019
تشكل الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019 سابقة في تاريخ موريتانيا، ذلك أنها المرة الأولى التي يجري فيها التنافس في استحقاق رئاسي في نهاية المأموريتين المحددتين في الدستور، هذا من جهة، ومن جهة أخرى بعد عشرية حافلة بالفعل والإنجاز بوتيرة متسارعة وفي مختلف مجالات الحياة الوطنية.
لقد تم وضع قاعدة صلبة لتنمية حقيقية ومشاريع بنيوية، تبرز للعيان موريتانيا جديدة، تتسع فيها فضاءات وآفاق الحوار والمشاركة السياسية، وتنعدم بالمقابل الأجواء المقيتة للتطرف والكراهية أو للعبث بالتماسك والانسجام الاجتماعي أو لاستهداف اللحمة الوطنية.
إنها عشر سنوات، تكللت فيها جهود إرساء سيادة القانون والرفع من قيم المواطنة بالنجاح الباهر، بفضل تعزيز العدالة وتوطيد الحريات الجماعية والفردية، في إطار إعادة التأسيس وترسيخ الديمقراطية عبر إصلاحات دستورية ومؤسسية لا غنى عنها.
لقد أصبحت العدالة، الدعامة الأساسية لسيادة القانون، قريبة من المواطنين وأضحت استفادتهم من مزاياها بشكل أسرع ، وإجراءاتها أكثر بساطة وأحكامها أكثر إنصافًا، مع ضمان سيادة القانون وحماية الحقوق ومكافحة الظلم بكل أشكاله.
وعلى المستوى الاقتصادي، بدأ تنفيذ إستراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك، ورفع مستوى الموارد البشرية وتعزيز الحكم الرشيد، وشن حرب لا هوادة فيها ضد الفساد، وترشيد النفقات العمومية، وتحسين مناخ الأعمال، والتشجيع الفعال للاستثمارات، وكذلك إدارة مشاريع وبرامج تنموية قابلة للاستمرار وذات انعكاسات اجتماعية ملموسة، خاصة على أكثر الفئات الاجتماعية ضعفًا .
إن العشرية الأخيرة، 2009 – 2019 شكلت بحق، عقد تحقيق البنية الأساسية الحديثة والمتنوعة في قطاعات الصحة، والمياه، والكهرباء، والتعليم، والطرق، والعمران، والصرف الصحي، والزراعة، وتربية المواشي، والنقل وغيرها، ووضعت في هذه العشرية أسس تنمية متوازنة غيرت وجه البلاد ودفعت بتنميتها المستديمة إلى آفاق أرحب.
إنها باختصار، عشرية إنصاف المظلوم وشفاء المريض وإغاثة الملهوف ورسم الابتسامة على شفاه مواطنين طالما عانوا من الحرمان والتشريد والغبن..
تلك بلا شك، عشرية الإنجازات الهائلة والتقدم الكبير والأمل المستعاد.

التحرير
 آخر تحديث : 11/06/2019 09:57:25